ان الإنترنت فى فترة السبعينات عبارة عن مجموعة صغيرة من الحواسيب اللامركزية. وقد تأسست ثورة الحواسيب الشخصية التى تلت على هذا الأساس وأشعلت التفاؤل بعد البيان الذى أعلنه جون بيرى بارلو John Perry Barlow عام 1996 تحت عنوان "إعلان استقلال العالم الافتراضى Cyberspace"؛ حيث وصف بارلو الحرية والاستقلالية فى المدينة الفاضلة الرقمية (اليوتوبيا) التى يتمتع فيها مستخدمى الإنترنت "Netizens" بالاستقلالية والحكم الذاتى ولا تمارس المؤسسات فيها أية نفوذ أو سلطة مطلقة. وقد كتب بارلو فى هذا الشأن قائلاً " أيا حكومات العالم الصناعى لأجل المستقبل أطلب من الماضى أن تتركينا وشأننا، فأنتِ غير مرحب بكِ بيننا. وليس لكِ سيادة حيث نجتمع."
فقد كان الفضاء الإلكترونى حينذاك يختلف عن الإنترنت الذى نعرفه اليوم؛ فبعد قرابة عقدين من الزمان تدفقت نسبة هائلة من الاتصالات عبر مجموعة صغيرة من الشركات، وبالتالى وقعت تلك الاتصالات تحت قبضة تلك الشركات والمؤسسات الأخرى؛ حيث تضم شركة جوجل الآن على سبيل المثال 25% من جملة حركة المرور على الإنترنت فى أمريكا الشمالية. وقد أدى العطل الذى حدث فى أغسطس (آب) الماضى إلى حدوث هبوطًا سريعًا فى حركة المرور العالمية على الويب بنحو 40% فى جميع أنحاء العالم.
وقد توقع المهندسون هذا التقارب؛ ففى أوائل عام 1967 تنبأ إحدى المهندسين الرئيسيين لنظام تبادل حزم البيانات الصغيرة التى أوجدت الإنترنت، وهو بول باران Paul Baran انتشار "منفعة الحاسوب المركزية" التى من شأنها توفير الحوسبة بنفس الطريقة التى تتبعها شركات الطاقة فى توفير الكهرباء. واليوم، تتزعم هذه الطريقة فى تقديم الحوسبة على نطاق واسع كبرى شركات المعلومات مثل شركة الأمازون وجوجل وغيرها من شركات الحوسبة السحابية. ورغم إنها وفرت لنا الراحة التامة، إلا إن تلك الراحة كانت على حساب الخصوصية، كما توقع باران.
هذا ويخضع مستخدمى الإنترنت الآن بانتظام لاتفاقيات شروط الخدمة Terms-of-service التى تمنح الشركات رخصة تتيح لها مشاركة بياناتهم الشخصية مع مؤسسات أخرى، كما يحدث من المعلنين إلى الحكومات. وتتبع الولايات المتحدة قانون خصوصية الاتصالات الإلكترونية، وهو قانون تم سنّه قبل ظهور الويب والذى ينص على تنفيذ القوانين للحصول على البيانات الخاصة التى يعهد بها المواطنون إلى الغير دون ضمان _ وتتضمن تلك البيانات بيانات الموقع التى تم جمعها جمعًا سلبيًا من الهواتف المحمولة ومحتويات رسائل البريد الإلكترونى، والتى إما أن تكون قد فُتِحتْ أو أُهمِلَتْ لمدة مائة وثمانون يومًا. وكما أظهرت تسريبات إدوارد سنودن Edward Snowden، إن هذه الكنوز الدفينة الهائلة من المعلومات قد أتاحت لوكالات الاستخبارات التركيز على عدد قليل من الأهداف الرئيسية لمراقبة أجزاء كبيرة من سكان العالم.
هذا وكشفت إحدى تلك التسريبات التى نشرتها صحيفة واشنطن بوست فى أواخر تشرين الأول (أكتوبر)؛ إن وكالة الأمن القومى كانت قد تنصتت سرًا على الاتصالات الحاصلة بين مراكز البيانات فى شركتىْ جوجل وياهو، مما أتاح للوكالة جمع بيانات المستخدمين عند تدفقها عبر شبكات الشركات، الأمر الذى أدى إلى احتجاج مهندسى جوجل على ذلك فى الصحف الإخبارية والرد على تلك الواقعة عن طريق تشفير تلك الاتصالات لمنع حدوث أى تدخلات مستقبلية؛ وقد صرّحت ياهو فى هذا الشأن عن اعتزامها القيام بتشفير تلك الاتصالات عند حلول العام القادم. كما أعلنت مايكروسوفت فى الآونة الأخيرة اعتزامها بالقيام بالمثل أيضًا مع افتتاح ما يسمى"مراكز الشفافية Transparency Centers" التى ستتيح التفتيش فى بعض من أكواد مصادر البرامج للتأكد من تأمينها من الطرق الخفية الغير مباشرة التى توصل للمداخل السرية للنظام Hidden back doors. (ولكن يبدو أن تلك المزية تصل فقط لعملاء الحكومة). هذا وقد تكاتفت يوم الإثنين ثمانية شركات كبرى فى التكنولوجيا، كثير منهم شركات منافسة، من أجل المطالبة بتعديل قوانين الرقابة والشفافية الحكومية.
ومع ذلك، لا يزال هناك جو من عدم الثقة يسود صناعة السحابة الإلكترونية فى الولايات المتحدة؛ حيث تقوم وكالة الأمن القومى N.S.A بجمع البيانات عبر تكوين ترتيبات رسمية مع شركات تكنولوجيا، مثل التقاط حركة المرور على الويب ورصدها عند دخولها الولايات المتحدة وخروجها منها، والإضعاف المتعمد لمعايير التشفير. كما كشفت مؤخرًا وثيقة صادرة تتضمن بالتفصيل استراتيجية الوكالة التى تحدد بوضوح مهمة الوكالة فى "السيطرة على سوق التشفير التجارى العالمى من خلال تكوين علاقات تجارية مع شركات تقوم بتطوير المنتجات الأمنية ونشرها".
هذا وقد تبنى بعض المبرمجين حلاً وحيدًا للتصدى لتلك القضية، ألا وهو تزويد الإنترنت بمزايا أكبر بحيث يكون أقل مركزية وأكثر توزيعًا.
يعد جايكوب كوك Jacob Cook، وهو طالب يبلغ من العمر ثلاثةٌ وعشرون عامًا، العقل المدبر وراء نظام أركوس ArkOS، وهو عبارة عن نسخة بسيطة من نظام التشغيل المجانى لينكس Linux؛ حيث يعمل هذا النظام على كومبيوتر راسبيراى باى Raspberry Pi الصغير الذى يبلغ حجم بطاقة الائتمان، وهو حاسوب مصغر تبلغ تكلفته خمسةٌ وثلاثون دولار أمريكى يُستَخدم أكثر من قبل المعلمين والعمال الغير محنكين. وقد صمّم هذا الجهاز ليساعد المستخدمين العاديين على إنشاء سُحُب شخصية لتخزين البيانات التى حصلوا عليها من أى مكان دون الاعتماد على مركز بعيد للبيانات من شركة دروبوكس Dropbox أو أمازون. تمامًا كأنك تقوم بشراء سيارة خاصة بك تتجول بها، بدلاَ من الاعتماد على سيارات الأجرة التى تمتلكها شركات خاصة. وقد قال كوك أن مهمته تتمحور حول " جعْل استضافة الخادم أمرًا سهلاً كاستخدام الحاسوب الشخصى أو الهواتف الذكية".
وكمثل أغلب مؤيدى الخصوصية، لا يرتكز هدف كوك على وقف الرقابة فحسب، ولكن أيضًا يركز على جعْل الرقابة أمرًا يصعب القيام به بشكل جماعى؛ حيث أخبرنى كوك ذات مرة فى رسالة على البريد :" إنه عندما تربط منصة آمنة ذات استضافة ذاتية بنظام تشفير منفذ تنفيذًا دقيقًا، يمكن حينئذٍ أن تصبح طريقة N.S.A فى التجسس واقتحام الشبكات أمرًا باهظًا فى غاية الصعوبة."
إن إقناع المستهلكين بالتخلص من السحابة العامة السهلة الاستخدام لم يكن أبدًا أمرًا سهلاً؛ ففى عام 2010 أعلن فريق من المبرمجين الشباب عن شبكة دياسبورا Diaspora؛ وهى شبكة اجتماعية ترتكز على الخصوصية تتحدى الهيمنة المركزية للفايسبوك. وبعد عام، اقترح Eben Moglen أبين موجلين، أستاذ القانون وزعيم حركة البرامج الحرة Free Software حلاً مماثلاً يسمى صندوق الحرية Freedom Box؛ فقد كان الجهاز الذى يتصوره عبارة عن حاسوبًا صغيرًا يمكن توصيله بشبكة الإنترنت المنزلية، يقوم باستضافة الملفات ودعم الاتصالات الآمنة والاتصال بغيرها من الصناديق عند اللزوم. وهو يعتبر بمثابة إغاثة؛ حيث يمكنك التحكم فى بياناتك وحدك دون غيرك.
ولكن عندما واجه كلا المشروعين أهداف جمع الأموال وتحقيق قدرًا كبيرًا من الدعاية، لم يؤت كلا المشروعين ثمارهما المنشودة؛ فقد عم فريق شبكة Diaspora حالة من الفوضى بعد إفتتاح شركة بيتا التى خيبت الآمال وظهور منافسين جدد مثل جوجل بلاس Google+ . وبصرف النظر عن بعض البرامج المتعلقة بالخصوصية الصادرة العام الماضى، سطع نجم صندوق الحرية Freedom Box لشركة موجلين فى النهاية.
يقول برينان نوفاك Brennan Nova مصمم واجهة المستخدم الذى يعمل فى مجال أدوات الخصوصية: "تواجهنا مشكلة كبيرة وهى التعرّف على سبب فشل العديد من تلك الجهود المتضافرة حيال تحقيق التبنى المنشود." ويتابع نوفاك حديثه قائلاً :"يكمن التحدى فى تصميم بدائل لامركزية وآمنة ومريحة وجذابة كحساب جوجل Google account. وهو أمرًا يصعب تحديده وحصره." حيث قال فى دردشة مشفرة على الإنترنت:" غير إننى أرى أن المشكلة تتواجد فى مكان ما بين الحواجز التى تعترض دخول تلك الجهود إلى السوق (مثل تصميم واجهة المستخدم ووجود صعوبات فنية فى الإعداد والتجربة الكلية للمستخدم) فى مقابل القيمة المتصورة للآداة، كما شوهد من قبل عامة الناس وهواة التكنولوجيا.
يعتبر برنامج Mailpile من أهم مشاريع نوفاك؛ فهو عبارة عن تطبيق بريد إلكترونى يعتمد على تمويل الجمهور، ملحق بأدوات أمنية مدمجة به عادةً ما تكون مرهقة للغاية على الأشخاص العاديين عند إعداد تلك الأدوات واستخدامها، وأعنى بذلك ثورة فيل زيمرمان Phil Zimmermann التى لم تتبن مستوى جيدًا من الخصوصية على نطاق واسع. يقول فيل فى هذا الشأن :" يصعب شرح هذا الأمر، حيث تتسع نظرات العديد من الناس على هذا الأمر". وأضاف قائلاً :" عوضًا عن ذلك؛ يتم تصميم برنامج Mailpile بطريقة تخلق لدى المستخدمين إحساس بمستوى الخصوصية دون الحاجة إلى التعمق المعرفى فى أسس التشفير وغيرها من التقنيات المعقدة. وبنفس القدر من الأهمية فإن التطبيق يسمح للمستخدمين بالاستضافة الذاتية لحسابات بريدهم الإلكترونى فى الجهاز الذى يستخدمونه، وبالتالى يمكن تشغيل هذا التطبيق على منصات مثل أركوس ArkOS."
كما تقول إيرينا بوليشيفسكى Irina Bolychevsky المنظمة لموقع Redecentralize.org، وهى مجموعة داعمة تقدم العون والدعم للمشاريع الرامية إلى جعْل شبكة الويب أقل مركزية، فى هذا الصدد :" تتواجد بالفعل مجتمعات تتعمق فى علم التشفير أو فى الاستضافة الذاتية أو البرمجيات الحرة، إلا أن رسالة فريقنا نادرًا ما تستهدف الأشخاص الغير تقنيين."
ومن الجدير بالذكر إن العديد من تلك المشاريع مستوحاة من عملة Bitcoin الإلكترونية، وهى عملة إلكترونية تقوم على الرياضيات (عملة تشفيرية) أنشئت من قبل ساتوشى ناكاموتو Satoshi Nakamoto. وعلى الرغم إن تكنولوجيا الأقران التى تتبناها Bitcoin ليست جديدة، إلا إن العديد من المهندسين يروا إن توظيف تلك العملة الإلكترونية يعتبر بمثابة إنجازًا تقنيًا ضخمًا. أما عن عقد الشبكة Network’s Nodes، فإن المستخدمين اللذين يديرون برنامج Bitcoin على أجهزتهم، يفحصون فحصًا جماعيًا مدى سلامة العقد الأخرى لضمان عدم إنفاق نفس العملات مرتين. ويتم نشر جميع التعاملات المالية فى دفتر الأستاذ العام المشترك Shared public ledger، ويطلق عليه " Block Chain " ويتم التحقق منه من قبل " المنقبين Miners "، وهم عبارة عن مستخدمين تقوم حاسباتهم الذكية بحل أصعب المسائل الرياضية فى مقابل عملات إلكترونية Bitcoins مسكوكة حديثًا. وقد أثار ذكاء النظام وتميزه تسائل البعض قائلين "إنه إذا كان من الممكن جعْل المال لا مركزى ومجهول المصدر فى بعض الأحيان، إذن لماذا لا يمكن تطبيق نفس الطريقة على أشياء أخرى كالبريد الإلكترونى مثلاً؟
يعد Bitmessage بديلاً عن البريد الإلكترونى، وقد تم عرضه العام الماضى وكان يطلق عليه " العملة الإلكترونية Bitcoin الخاصة بالتواصل على شبكة الإنترنت"؛ حيث يقوم Bitmessage بتوزيع الرسائل عبر شبكة من الأقران يستخدمون برنامج Bitmessage، وذلك كبديلاً عن الحديث عن خادم البريد المركزى Central Mail Server. وعلى عكس كلا من Bitcoin والبريد الإلكترونى، تكون " عناوين " Bitmessage عبارة عن متواليات مستخرجة على شكل شفرات تساعد على تشفير محتويات الرسالة تلقائيًا. الأمر الذى يعنى أن العديد من الأطراف بإمكانهم المساعدة على تخزين الرسالة وتوصيلها، إلا إنه لا يمكن أن يقرأها أحد إلا مستلم الرسالة فقط. وثمة خيار آخر يخفى شخصية المرسل؛ ألا وهو العنوان البديل الذى يرسل الرسالة نيابةً عن المرسل، على غرار البريد الخفىْ Anonymous re-mailers الذى أنشأته حركة مجموعة Cypherpunk فى التسعينات.
هناك مشروعًا ضخمًا أيضًا وهو محفظة Namecoin الذى هو عبارة عن نظام P2P، حيث يتطابق تقريبًا مع مشروع Bitcoin، إلا إنه يعمل كبديل لا مركزى لنظام أسماء نطاقات الإنترنت بدلاً من العملة Internet’s Domain Name System (D.N.S. - خادم أسماء النطاقات) الذى يعد دليل الهاتف الأساسى؛ حيث يقوم بترجمة عنوان مكتوب لموقع(www.newyorker.com) إلى عنوان الـ I.P. الرقمى المصاحب لجهاز الكومبيوتر ((192.168.1.1. ويكون الدليل لا مركزى طبقًا للتصميم، غير إنه لا يزال يضم نقاط مركزية خاصة ببعض السلطات مثل مسجلى النطاقات Domain Registrars اللذين يقومون بشراء عناوين الويب ثم تأجيرها لأصحاب المواقع، وشركة الإنترنت للأرقام والأسماء المخصصة التى يقع مقرها بالولايات المتحدة أو I.C.A.N.N. التى تقوم بتوزيع النطاقات.
تتيح البنية التحتية عمليات حجز واسعة النطاق، كما حدث فى عام 2010 عندما حاولت وزارة العدل الاستيلاء على 10 نطاقات يشتبه باستضافتها لمواد إباحية تتعلق بالأطفال، ولكن قامت الوزارة عن طريق الخطأ بحجز 84000 موقع ويب برئ من تلك التهم فى هذه العملية. كان Namecoin آنذاك يستخدم رموز تشفيرية مماثلة لعملات Bitcoins لتوثيق ملكية نطاقات Bit بدلاً من المسجلين المركزيين. فمن الناحية النظرية، لا يمكن اختراق أسماء هذه النطاقات من قبل المجرمين أو حظرها من قبل الحكومات؛ أى لا يمكن لأى أحد التخلى عن تلك النطاقات.
تتبع مثل هذه الحلول مسارًا مختلفًا عن برنامج Mailpile وبرنامج ArkOS ؛ فهندسة تلك البرامج التى تقوم على الند للند تحمل فى طياتها إمكانية تحسين الأمن والخصوصية فى الإنترنت بنسبة كبيرة. غير إنه باستبعاد البروتوكولات والمعايير المستخدمة استخدامًا شائعًا، يمكن أيضًا منع احتمالية اتخاذ قرارات الحظر الواسعة الانتشار. ومع ذلك، يقول نوفاك أن الانتقال إلى الإنترنت الذى يعتمد اعتمادًا كبيرًا على اللامركزية وتقنية الند للند هو :" تطور ضرورى للغاية "؛ حيث ستجعل الهجمات التى تشنها الأفعال الخبيثة الصادرة من المجرمين ووكالات الاستخبارات على حد السواء أمرًا غير عمليًا.
على الرغم أن سنودن Snowden قد آثار موضوع تكنولوجيا الخصوصية، إلا إنه يتوقف على المهندسين وحلفاؤهم فى الإعلان عن هذه التكنولوجيا ونشرها بين الجمهور؛ حيث يقول كوك مطور نظام أركوس ArkOS فى هذا الشأن :" يجب أن تصبح اللامركزية بديلاً صالحًا قابلاً للتطبيق." ويتابع قائلاً: " الأمر لا يقتصر على تقديم خيارات للمستخدمين القادرين على الاستضافة الذاتية، ولكن أيضًا الضغط على الشركات والمؤسسات السياسية."
هذا وتقول نظرية بوليشيفسكى عن اللامركزية فى هذا الشأن :" تحتاج المناقشات التى تدور حول الابتكار والمرونة والبرتوكولات المفتوحة وملكية البيانات والعديد من القضايا المحيطة أن تصبح الاتجاه السائد، إذا أردنا أن يظل الإنترنت مجانى وديموقراطى وممتع."