تتجه أحجام العمل الجديدة إلى الاستعانة بشركات تكنولوجيا المصادر المفتوحة بشكل أساسى فى مؤسساتها. الأمر الذى يؤدى إلى إعادة تشكيل الترتيب الهرمى للبائع من جديد لصالح شركات مثل ريد هات Red Hat.
أصبحت المصادر المفتوحة مسلكًا جديداً وسريعًا لإبراز موثوقية الشركات الخاصة بأصحاب الأعمال أو أى بائع متخصص فى عالم التقنية، مما يؤدى إلى إعادة تشكيل الترتيب الهرمى للبائع من جديد.
وقد أبرز الأسبوع الماضى عن مدى نشاط شركات تكنولوجيا المصادر المفتوحة.
هذا وقدمت شركة ريد هات Red Hat فى مؤتمر المستخدمين الخاص بها سلسة من الإعلانات تتراوح من منصة OpenShift القائمة على الحاوية إلى صفقة سامسونج الخاصة ببرامج الجوال والعروض الخاصة بالأمن والتحليلات.
وقد شكّل مشروع دوكر Docker مجموعة من الشراكات تتحد جميعها حول تواصل البناء والابتكار فى عالم التقنية؛ حيث تدعم شركة أى بى إم IBM وجوجل وغيرهما مشروع Docker، مما يساعد المطورين على وضع التطبيقات فى حاويات والتنقل بسهولة، فضلاً عن الرغبة فى دعم تكنولوجيات مشابهة.
وعن آخر تطورات الأخبار فى عالم التقنية؛ تحولت شركة أبل إلى استخدام برنامج سويفت Swift المفتوح المصدر والخاص بلغة البرمجة بدعم من شركة أى بى إم. وهناك تطبيق Toss كأحد أشكال الزخم المستمر لمنصة OpenStack ومنصتىْ Hadoopو CloudFoundry. ومن الواضح أن أحجام العمل الجديدة تتحول إلى استخدام تقنيات المصادر المفتوحة.
كما أبرزت شركة ريد هات فى اجتماع المحللين الخاص بها عدد مشاريع المصادر المفتوحة.
والسؤال الذى يطرح نفسه هو إذا كانت تكنولوجيا المصادر المفتوحة سرعان ما أصبحت الشاشة الأولى للمؤسسات، فما هو السبب وراء ذلك؟
يكمن السبب فى أن الشركات لا تود أن تظل التقنيات الخاصة بها مغلقة مع مرور الوقت؛ حيث يمكن أن تصبح التكنولوجيات المملوكة Proprietary technologies ابتكاراً جامداً لا يؤدى إلى أية نتائج. فعندما يتهاون أى بائع فى الابتكار، يعانى العملاء الأساسيين من تلك المشكلة. وهنا يتجلى دور السحابة فى قدرتها على تغيير تلك المعادلة قليلاً ولكن ليس كليةً.
هذا ويرى جميع البائعين المصادر المفتوحة حقائق ناشئة. وفى حقيقة الأمر يتبنى العديد من البائعين ذوى التكنولوجيات المملوكة والتى منها على سبيل المثال لا الحصر VMware وEMC وMicrosoft و Cisco و IBM المصادر المفتوحة بطريقةٍ ما؛ حيث تتخذ تلك الشركات تكنولوجيا المصادر المفتوحة وتدمج معها أدواتها الخاصة. كما يتمتع بعض البائعين مثل شركة أى بى إم بموثوقية أكبر فى مجتمع المصادر المفتوحة عن غيرها من الشركات، إلا إن الموضوع العام يظل كما هو لدى كل البائعين. فإذا أراد بائع ما جذب انتباهك لشراء برامجه وأجهزته وخدماته، يجب أن تتوفر لديه مصادر مفتوحة.
يبقى أن نرى ما إذا كان هذا التبنى والتوسع الاستراتيجى فى تكنولوجيا المصادر المفتوحة سيظل يعمل مع مرور الوقت أم لا. أعتقد أن هذا النهج قد يبوء بالفشل مع بعض البائعين وعملاؤهم.
يبقى هنالك شيئًا واضحًا بالنسبة لى: وهو أن تاريخ شركة ريد هات فى عالم المصادر المفتوحة يكسبها ميزة إضافية بل ويهيئها لتكون أكثر استراتيجية فى هذا المشروع.
يقول فى هذا الشأن محلل شركة كريدت سويس Credit Suisse سيتيكانثا بانيجراهى Sitikantha Panigrahi فى مذكرة بحثية ما يلى:
" نعتقد أن الدافع المستمر فى توزيعة ريد هات إنتربرايس لينكس Red Hat Enterprise Linux المقترنة بزيادة تبنى المصادر المفتوحة فى المؤسسات؛ قد مكّنت شركة ريد هات من زيادة مبيعات منتجاتها الناشئة."
ومن هذا المنطلق، سوف تكافح شركات أخرى فى مجال المصادر المفتوحة خاصة تلك التى أشتهرت أكثر بملكياتها المغلقة. فعلى سبيل المثال لدى شركة VMware تاريخًا فى ضم أدوات المصادر المفتوحة، لذلك فقد لا تواجه أية معضلات. بينما تحتاج الشركة الأم EMC إلى كسب المزيد من الموثوقية فى عالم المصادر المفتوحة --- وقد سجلت نقطة فى هذا الشأن وذلك عندما قامت عملاق التخزين بإعادة تشكيل برنامجها ViPR Controller technology كمشروع مفتوح المصدر. كما تقول شركة SAP أن نظام هانا HANA سوف يعمل مع منصة هادوب، غير أن البقية قد أكدوا أن سبب هذا التحوّل أنه ليس لدى الشركة إلا خيارات قليلة ما لم تود أن تقتصر تحليلاتها على أنظمة معلومات مستقلة ومعزولة. أما شركة تيراداتا Teradata فقد تحولّت تحولاً سريعًا إلى دعم تكنولوجيا هادوب وحزمة من أبرز أدوات الشركاء.
سوف نرى كيف تم هذا التحوّل، إلا إن العامل الأساسى المهم بات واضحًا؛ فبدون وجود مشروع المصدر المفتوح فى قلب مؤسسات التكنولوجيا، سيواجه البائعون دورات بيع طويلة ومستعصية.
لارى ديجنان Larry Dignan